اكد رئيس الوزراء الأسبق زعيم ائتلاف العراقية اياد علاوي، في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال إنه يمكن ان يتوصل إلى اتفاق مع رئيس الوزراء الحالي زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي لتقاسم السلطة، وهو اقتراح سبق وان عرضته الولايات المتحدة الأميركية على الزعيمين، وذلك عبر مسؤوليها الذين زاروا العراق مؤخرا.
وأشارت الصحيفة إلى ان المالكي قد فاز بدعم من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الذي يعد مناهضا للولايات المتحدة والتي تتمنى بدورها استبعاده، لكن الصدر على مايبدو سيلعب دورا كبيرا في تشكيل الحكومة، ولاسيما وانه سيعزز فرص المالكي بالفوز داخل البرلمان.
وتقول الصحيفة إن ائتلاف العراقية بزعامة إياد علاوي، والذي فاز بفارق مقعدين على ائتلاف دولة القانون في انتخابات آذار/مارس الماضي لم يكن قادرا على حشد الأغلبية، من خلال التحالف مع قوى أخرى، فيما يعيش العراق حالة من الفراغ السياسي.
وقال علاوي، في مقابلة قالت عنها الصحيفة إنها الأولى منذ ان ترشح المالكي لرئاسة الوزراء عن التحالف الوطني، انه وافق على استئناف محادثات تقاسم السلطة مع السيد المالكي بعد أن انقطعت الشهر الماضي، ولكن يجب ان تكون المناصب الكبرى (رئاسات الجمهورية والوزراء والبرلمان) مطروحة على طاولة المفاوضات.
ولم يتسن للصحيفة الاتصال بمقربين من المالكي، بحسب قولها، للحصول على تعليق حول الموضوع، لكنها نقلت عن العضو في قائمة ائتلاف دولة القانون عدنان السراج قوله إن منصب رئاسة الوزراء غير قابل للتفاوض وهو محسوم للمالكي.
لكن علاوي دعا، بحسب الصحيفة، إلى مناقشة عدد من القضايا المهمة بما في ذلك صلاحيات رئيس الوزراء، كما دعا إلى مناقشة قضايا الحدود الداخلية وتقاسم عائدات النفط والموارد بين الحكومة المركزية والأقاليم والمحافظات الأخرى.
ويحتدم الصراع في العراق بشكل أساسي على منصب رئاسة الوزراء والذي تتنافس عليه بشدة قائمتا العراقية (91 مقعدا) ودولة القانون (89 مقعدا).
وقال علاوي انه ينتظر رد المالكي على الاقتراح الذي جاء بناء على طلب من المسؤولين الأميركيين، بما في ذلك وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية وليام بيرنز، الذي زار بغداد يوم الأربعاء الماضي والتقى بكبار المسؤولين العراقيين بضمنهم علاوي والمالكي لافتا إلى ان العراقية لاتزال تواصل السعي لتشكيل تحالف قوي ينافس التحالف الوطني الذي يضم ائتلافي دولة القانون والوطني العراقي، معربا في الوقت ذاته عن اعتقاده بإمكانية حشد شركاء من الائتلاف الوطني وقوى أخرى لتشكيل تحالف من شأنه ان يقلل من فرص فوز المالكي أثناء التصويت داخل البرلمان.
وبحسب وول ستريت جورنال، فان متحدثا باسم السفارة الأميركية في بغداد امتنع عن التعليق حول محادثات بيرنز وعلاوي والمالكي.
وكان السفير الاميركي جيفري جيمس قال في وقت سابق إن واشنطن ليس لديها مرشح مفضل لرئاسة الوزراء، لكنه أشار إلى ان بلاده مستعدة للمساعدة لإنهاء الجمود في العراق والمساعدة في تشكيل حكومة شراكة وتعتقد الولايات المتحدة ان تشكيل حكومة وحدة وطنية، من قبل التحالف الوطني والعراقية وائتلاف الكتل الكردستانية، يعكس نتائج الانتخابات بشكل أفضل، بحسب الصحيفة.
وكانت مصادر في ائتلاف العراقية أشارت في وقت سابق إلى أن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر اقترح على علاوي تقاسم السلطة مع المالكي، لحل أزمة تشكيل الحكومة، وهو المقترح ذاته الذي اقترحه السفير الاميركي الأسبق في العراق زلماي خليل زاد.