فوشي الحب المدير العام
عدد المساهمات : 1647 عدد الدنانير : 2875 تاريخ التسجيل : 02/09/2009 العمر : 32 البلد : العراق الحبيب المزاج : جيد
| موضوع: الكراسي الفارغة...! الثلاثاء أكتوبر 19, 2010 12:23 am | |
| لكراسي الفارغة...![/color][/size][/font][/b] يُحكى في حاضر الزمان أن مجتمعا بشريا على وجه الأرض السعيدة قرر خوض إنتخابات حرة ديمقراطية نزيه جديدة , غير ملتحيةٍ ولا معممةٍ أو متاجرة بمذهب أو طائفة أو عقيدة. وبعد أن ذهبت الملايين المخدوعة واليائسة المخروعة وأدلت بأصواتها الحرة النقية , تم فرز أصواتها وإعادة حسابها مرات ومرات , والنتيجة واحدة أكيدة.ولم تكن تخطر على بال الناخبين ولا على أي بشر يتغرغر بالديمقراطية, فالنتيجة لم تكن إلا كراسي فارغة.فاستلطف المجتمع ديمقراطية الكراسي الفارغة , وراح يتزاحم نحوها , ومن شدة الإختناق والإحتباس الديمقراطي , لا زالت جميع الكراسي فارغة.وكحل حضاري يؤمن مصالح المدمنين على النفط , أفتى نابغة الزمان الديمقراطي , بأنكم تحبون الكراسي وتناضلون من أجلها وكلكم تريدون الجلوس عليها والتنعم بفضائل يدها الطويلة جدا , فمن الخير لكم أن تتركونها فارغة , لأن الذي يجلس عليها في الواقع المخفي والمستور , ليس مَن يمثلكم وإنما مَن يمثلهم , وما دام الجميع يعمل بالمقسوم , فاتركوها فارغة وتوسدوا التراب ونوسوا أمام الأجداث فتلك حصتكم الديمقراطية وحياتكم الفاضلة الأبية.ويبدو أن الديمقراطية البشرية قد تطورت وأوجدت حالة مبتكرة ذات قدرات فعالة في القبض على أنفاس الناس وتحويلهم إلى دمى وأدوات , للتعبير عن قدرات تحريك الكراسي عن بعدٍ بعيد.ومن عجائب هذه المجتمعات أنها تهتدي بمنهاج الكراسي الفارغة , فهي لا ترى فرقا بين أن يكون الكرسي مأهولا بدمية أو أنه خاليا منها, ولهذا فهي ليست مشغولة بالمطالبة بجثة ترقد فيه. وما دام الكرسي يثير ما فيها من الرغبات المطمورة برمال الخوف والوعيد , فأنها يمكنها أن تصبها فوق أي كرسي فارغ قد صوتت عليه.وكان من الأفضل أن يكون التصويت على تفريغ الكراسي وليس إشغالها , لأن ذلك قد حقق حالة من التفاعل المتناقض ما بين الإرادة والفعل. والحقيقة المرّة , أن لا فرق بين أن تكون الكراسي فارغة أو مشغولة ,لأن المستبد لا فرق عنده بين الحالتين ,فكل مَن أمامه وتحته عليه أن يسبّح بنعم , وأن يركع في حضرة مقامه الرفيع المبجل. ولهذا فأن تفريغ الكراسي من البشر يعد خطوة ديمقراطية مريحة لتأكيد الفعل الطغياني المبيد. بمعنى أنها صرخة بوجه الطغاة الذين يريدون فرض إرادتهم الفردية والحزبية والفئوية على الآخرين.ولهذا نرى في المجتمعات الديمقراطية الواعية أن البرلمانات تخلو الكثير من مقاعدها تعبيرا عن رفض المشاركة في التصويت على قرار ما وتجريده من شرعيته. وهكذا فأن الكراسي الفارغة تقول بصوت واضح بأن الذي يحصل غير شرعي وباطل دستوريا , لكن الذين إنتخبوا الكراسي الفارغة لا يمكنهم فعل شيء ,لأن المطلوب هو ليس مصالحهم , وإنما مصالح الطامعين بهم , وعليه فأن ممثليهم سيكونون بلا قيمة ودور وصلاحيات , سوى أخذ المقسوم , فالصلاحيات إنما لمن يؤكد غير المصالح الوطنية.وكان من الوطنية والوقفة التاريخية أن تأبى الكراسي الفارغة أن تأخذ مالا أو راتبا على جهودها اليومية المرهقة , لأن أخذ المال يعني إقراراً بالمسؤولية والخنوع لإرادة أخرى , والتحول إلى مفعولٍ به.هذه ديمقراطية الكراسي الفارغة التي لم يعرف مثلها العباد في أي زمن مباد ,لكنها قائمة في قرننا المستقاد ,فلماذا لا نحرق جميع الكراسي لكي تذهب معها جميع مذاهب وفئات وأحزاب القهر والفساد.قال ذلك عابر سبيل نهض من مقبرة الأمجاد , فقتلته الدهشة وعاد.++++++++++++++++++++++[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/center] [/center][/quote] | |
|
وسام الرافدين رئيس القسم الثقافي
عدد المساهمات : 511 عدد الدنانير : 598 تاريخ التسجيل : 03/11/2010 العمر : 36 البلد : داخل قلب حبيبتي المزاج : عال العال
| موضوع: رد: الكراسي الفارغة...! الثلاثاء نوفمبر 16, 2010 7:06 pm | |
| | |
|
الوسيم البغدادي نائب المدير
عدد المساهمات : 933 عدد الدنانير : 1246 تاريخ التسجيل : 07/10/2009 العمر : 33 البلد : بحر العشاق المزاج : اضوج كلش
| موضوع: رد: الكراسي الفارغة...! الخميس نوفمبر 18, 2010 11:56 pm | |
| | |
|