منتـــــديــــــــات نجـــــوم المحبه ألعـــــــراقي
منتـــــديــــــــات نجـــــوم المحبه ألعـــــــراقي
منتـــــديــــــــات نجـــــوم المحبه ألعـــــــراقي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى النجوم العراقي يرحب بكم واهلا وسهلا
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الاسود..........

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فوشي الحب
المدير العام

المدير العام
فوشي الحب


ذكر الاسد الماعز
عدد المساهمات : 1647
عدد الدنانير : 2875
تاريخ التسجيل : 02/09/2009
العمر : 32
البلد : العراق الحبيب
المزاج : جيد

الاسود.......... Empty
مُساهمةموضوع: الاسود..........   الاسود.......... Icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 19, 2010 12:00 am

الأســــــود
ـــــــــــــــــــــــــــ
لم يكن ليتركه أبدا بفعلته ، تأججت النار في جسده ، لدرجة أن ظهره انبعج إلى أعلى كأنه قوس مشدود.. أخذ يرقب ما يحدث بعينيه الحادتين ، ولهيب مستعر ينطلق منهما .
تلفح بظلمة الليل الحالكة في زاوية الشارع ، وقد ستره رداؤه الشبيه بتلك الظلمة .. منع نفسه من إصدار أي حركة ، أو صوت ينم عن وجوده .. رغم جسده الفائر بالغضب والحقد ،على هذا المعتدي الأثيم .
كانت له ذكريات معها رائعة .. يلهوان معا وهما صغيران على أسطح البيوت ، ويتنقلان من سطح إلى آخر ، وقد انتشيا من السعادة .. عندما تبدو الرهبة على وجهها وتطل من عينيها الجميلتين .. يصيح بها مشجعا :
ـ كوني شجاعة .. يجب أن يكون لنا السبق على الجميع في القفز الطويل والعالي .
كان يؤثرها على نفسه ، فيعطيها ما حصل عليه من طعام ، مع اشتهائه له .. حتى ضمر جسده .. لمح في عيون خصومه ، نظرة شامتة فطالما أرهبهم ، ونال منهم في معارك كثيرة .. رسمت معالمها على أجسادهم .
كان الرعب يتملكهم ، عندما يأتي كعفريت حمل على بساط الريح .. مجرد نظره منه ، يختفون في شقوق الجدران ، أو بين أكوام القمامة . حتى خصمه هذا كثيرا ما قفز داخل سلة القمامة ، وقد جبن عن مواجهته ، بعدما أوجعه ضربا منذ فترة من أجلها ، وكاد أن يكسر له عنقه وظل يصعره لعدة أيام .
أصاخ سمعه للحديث الهامس بينهما ، وهما يتناجيان بعبارات الحب .. سمعها تقول له في دلال ، وهي تتمسح به :
ـ نعم أحبك .. فلم أحبه يوما .
كشر عن أنيابه ، وهو يهتف في نفسه ثائرا :
ـ الخائنة .. ستدفع الثمن غاليا .
لقد قالت له نفس العبارة ، ويبدو أن تلك العبارة هي مقولتها الأثيرة إلى نفسها .. انتفض وكاد ينقض على غريمه ، لكنه حاول أن يتمالك نفسه وهو يقول :
ـ لم تحن لحظة الانتقام بعد .
كان قلبه لا يزال ينبض بحبها ، فهي لازالت أجملهن وأرقهن على الإطلاق ، مع معرفته أنها جبلت على الطمع و الأنانية .. لكن كل هذا يهون أمام فتنتها .
بددت عيناه الحادتان حلكة الليل ،كأنها شمس الظهيرة ، فرآهما وهما ينطلقان حتى وصلا آخر الشارع .. ثم اختفيا في أحد البيوت القديمة .
انطلق وراءهما بخفة ليس لها نظير .. وقف أمام البوابة الحديدية المتآكلة للبيت ، وهو يصيخ سمعه ، وينظر حوله ، وقد تزايد الشرر المنطلق من عينيه ،حتى أضاء البقعة التي يقف فيها .. سمع صوت صرير باب يفتح ، ثم يغلق مرة أخرى .. فعرف أن صاحبة الدار في استقبالهما ، وأنها تتستر عليهما .. فالكل يعرف أنها تعامل خصمه كابن لها .
كاد صوته يرتفع بالصياح ، ليصب جام غضبه على هذه السيدة :
ـسوف تدفع الثمن غاليا .. لتسترها عليه ، رغم معرفتها ، ومعرفة أهل الحي بخيانته لي مع حبيبتي .
لم يعد يطيق صبرا ، وهو يصعد عدة سلالم دفعة واحدة .. في ثوان كان في الدور الثالث يقف أمام الباب المغلق .
أخذ يدير نظره حوله بسرعة .. رأى النافذة المواربة القريبة من السقف .. استطاع أن يقدر المسافة بحنكة ، وهو يقفز ويقف على إطارها .. دفعها دفعة خفيفة برأسه ، واستطاع الولوج خلالها برشاقة ، ثم الهبوط على الأرض دون صوت ، متفاديا الأواني الكثيرة المبعثرة على أرض المطبخ الضيق .
عرف أنهما كانا يعيثان في المطبخ فسادا ، وزاد من ألمه ، أن صاحبة الدار تركتهما يفعلان ذلك ، دون أن يصدر عنها ما ينم عن غضبها .. أخذ يتشمم إحدى الأواني، وقد انطرح غطاؤها بالقرب منها .. عرف أنها كانت تحوي لحما ، وتيقن أن خصمه اختلسها من أجلها .
تقدم ببطء .. وقف خلف ستار يسترق البصر ، وينصت السمع .. استطاع أن يسمع همسهما داخل إحدى الحجرات ، دون أن يميز ما يقولان .. فجأة فتح باب حجرة أخرى ، وظهرت صاحبة الدار متدثرة بغطاء صوفي .. فتحت الحجرة المغلقة ، وصاحت بنبرة فيها تدليل أكثر من الوعيد :
ـ اغلقتما الباب ، لتأكلا اللحم وحدكما .
ثم اتجهت إلى حجرتها ، وعلى وجهها طيف ابتسامة .. انتهز الفرصة ، واقترب من الحجرة أكثر .. استطاع أن يراهما أسفل الفراش .. كانت راقدة على الأرض بدلال تلتهم قطعة كبيرة من اللحم ، بينما كان الآخر يتمسح بها .
غلى الدم في عروقه ، وهو يراه يقترب منها أكثر .. فاندفع في وثبة واحدة ، ونزع خصمه من تحت السرير .. هجم عليه وغرس أسنانه في رقبته ، ونشب أظافره الحادة في بطنه .. حاول المسكين أن يفلت منه ، وهو يصرخ في صوت يشبه العويل .. جعل صاحبة البيت ، تنهض فزعة من فراشها ،وتصرخ مستغيثة :
ـ بيسو .. بوسي .
لمحته كقطعة من الليل ، وهو يقفز كالشبح فوق سياج الشرفة ، بعد أن فتح ضلفتيها على مصراعيهما بأحد قدميه الأمامية .. تجمدت في مكانها عندما رأت بيسو يقف على طرف السياج ، وهو يلوي عنقه بقسوة ، ثم يدفعه بشراسة إلى أسفل .
ترددت صرختها الملتاعة ، وامتزج معها صوت ارتطام خشن على الأرض .. في اللحظة التالية فتحت عدة نوافذ ، وتسرب منها أضواء .. ليبدو جسد بيسو المدد دون حراك .. ثم الأسود هو ينطلق كالريح ، ويختفي عن أنظارهم بغتة كأنه أحد الأشباح .
/
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://njom-alma7aba.yoo7.com
 
الاسود..........
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتـــــديــــــــات نجـــــوم المحبه ألعـــــــراقي :: قسم المنتديات العامه :: منتدى القصص والروايات-
انتقل الى: